الوسواس القهري أو الاضطراب الوسواسي القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى تصرفات قهريّة.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويُحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
عوامل الإصابة بالوسواس القهري ومضاعفاته
من العوامل التي قد تزيد احتماليّة الإصابة بالوسواس القهريّ أو يحفّز حدوثه وجود تاريخ مرضيّ لهذا الاضطراب في أحد أفراد العائلة كالأبوين مثلاً ، كما أنّ التعرّض لأحداث الحياة التي تُثير التوتّر والضغط العصبيّ كالتعرّض إلى صدمة مثلاً قد تزيد من احتماليّة حدوثه ؛ حيث قد يؤدّي ردّ الفعل هذا إلى تحفيز الأفكار والتصرّفات والاضطرابات العاطفيّة المختصّة بالوسواس القهريّ ، ومن الأسباب التي قد تؤدّي إلى حدوثه وتكون سبباً له وجود اضطرابات ذهنيّة أخرى مثل الاكتئاب أوتعاطي المواد المخدّرة وغيرها.
قد تتسبّب مشكلة الوسواس القهريّ في إحداث مشاكل صحيّة أخرى مثل التهاب الجلد التماسيّ بسبب غسل الأيدي المتكرر، وقد يتسبّب في أفكارٍ وتصرفات إجراميّة كالانتحار وغيرها الكثير؛ ممّا يؤدّي في نهاية المطاف إلى تشتت حياة الشخص المُصاب.
نصائح للمساعدة الذاتية لتجنب الوسواس القهري
هناك العديد من الطريق التي يمكن للمصاب أن يساعد نفسه بها، بالإضافة إلى البحث عن العلاج:
- إعادة تركيز الاهتمام: عن طريق القيام ببعض التمارين الرياضيّة ، أو ألعاب الكمبيوتر ؛ لكبح الرغبة في تنفيذ السلوك القهريّ.
- الاعتناء بالذات: الاسترخاء من خلال التأمّل أو التنفّس العميق لمدّة ثلاثين دقيقة على الأقل في كلّ يوم هو أمر هام ، فالإجهاد يمكن أن يؤدّي إلى بداية السلوك القهريّ.
- تأجيل التفكير لوقت لاحق: بدلاً من القلق من الأفكار القهرية في أوقات عدّة خلال اليوم ، يمكن تأجيل التفكير بها من خلال كتابتها ، والتخطيط للتفكير بها في وقت لاحق.
- توقع الأفكار القهرية للمساعدة على تخطّيها: في حال كانت الفكرة هي التأكّد من إغلاق الباب ، يجب الانتباه جيداً عند إغلاق الباب في المرة الأولى ، وبذلك تصبح فكرة إقناع النفس بأنّه مغلق أسهل.
علاج الوسواس القهري
يتضمَّن العلاج النفسي للوسواس القهري العلاج السلوكي المعرفي، والذي يُعَدُّ فعّالاً مع العديد من الأشخاص، حيث يتضمَّن العلاج طريقة التعرُّض والوقاية من الاستجابة، والذي يتمّ تطبيقه عن طريق تعريض الشخص المُصاب بالوسواس القهري لكائن، أو هاجس يُشعره بالخوف كالأوساخ مثلاً ، ثمّ تدريبه وتعليمه طرقاً صحِّية تُساعده على التخلُّص من مخاوفه ، وعلى الرغم من كون هذا النوع من العلاج يتطلب ممارسة وجهداً ، إلّا أنَّه أمر جميل أن يكون المرء قادراً على إدارة هواجسه وأفكاره وتجدر الإشارة إلى أن العلاج قد يكون فردي أو عائلي أو جماعي.
علاج الوسواس
فترة العلاج لا تتم بين ليلة وضحاها ، بل تحتاج إلى فترات طويلة في بعض الحالات ، وهذه المدة تختلف من مريض إلى آخر حسب الحالة ، والسبب ، ومدى الاستجابة ، ويمكن تلخيص طرق العلاج في ما يأتي:
- العلاج باستخدام العقاقير الدوائية مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب التي تهدف إلى رفع نسبة مادة السيروتونين.
- العلاج النفسي من خلال الحديث مع المريض حول الأسباب، ومحاولة إيجاد حلول، وهذا قد يتطلب تغيير المكان، أو العمل، أو البحث عن أي شيء في في سبيل إسعاد المريض.